الى أبنتي (مها)
في مجتمع الجزيرة العربية وقبل قيام الدول الحديثة كان رجل الصحراء يتفاخر بالمرأة أماً واختاً وزوجة وبنتا ويكفي ان تنتخي ب (اخو فلانه) حتى ينتهض بكل ما أوتي من قوة وعطاء وينتقل الى مستوى من الجاهزية للتحدي والتصدي لحماية مكانة عزوته التي تعزز مكامن القوة والنخوة وكأن المرأة بلطفها وعطفها قد اوقدت كل هذه المشاعر في نفس الرجل الذي يتسم بقسوة حياته وشظف عيشه.
هذه قصة المرأة لدينا ومن هنا يمكن ان اسرد قصص توضح مكانه المرأة في مجتمعنا وكيف انها في حالات كثيرة اصبحت عنوان للرجل ودلالة اجتماعية عليه ولنبدأ بالشخصية الأشهر الملك عبدالعزيز المعروف ب (أخو نورة) تلك العزوة التي يتردد صداها في أجواء معاركه لتوحيد المملكة العربية السعودية وما اجمله من افتخاراً بامرأة رافقه اسمها في بناء اكبر مشروع وحدوي في العالم العربي.
وفي الغالب اكثر الأسر الاجتماعية وكل الأسر الحاكمة لها عزّوة أي الاعتزاز بالأخت تلازم رجالها في المواقف الحاسمة فمثلاً ابن صباح (اخو مريم) وفي الإمارات اشتهرت عزوّة (اخو شما) وان كان اصلها لأبن عريعر ومن الأسر المعروفة الدويش ( اخو جوزاء) ومن الشخصيات الفارس الأسطورة تراحيب بن بصيص (اخو موضي) .
والحاضر امتداد للماضي حيث لاتزال المرأة تحافظ بل وتتقدم في اخذ مكانتها في الأسرة والمجتمع والدولة وقد عكس ذلك شعار استضافة المملكة قمة العشرين القادم وهو عبارة عن امرأة تغزل خيوط السدو وهو إلماح ان وراء منجزاتنا الحضارية نساء يقفن خلف الرجال.