المنعطف الأخير

*مهد الحضارات وميدان الصراعات

يعيش ابناء الجيل الحالي احداث تاريخية مضطربة خاصة في العالم العربي الذي هو العالم القديم وارض الأنبياء والأمم السابقة التي ذكرت بالقرآن الكريم مثل قوم عاد وفرعون ولوط وقوم نوح وابراهيم وموسى وعيسى وسليمان وداوود وهذه الأحداث التي تمر والصراعات التي تدور في عالمنا تستدعي التوقف وتسترعي الأنتباه وتدعونا للتفكر واخذ العبر واستيعاب الدروس وتحثنا على اتخاذ ممارسات إيجابية لصالح ديننا وأوطاننا ومستقبلنا ففي كل خطوة تخطوها فأنت تشارك في صناعة الواقع الذي يؤدي بك الى المستقبل العربي الأسلامي .

أكتب في هذا الشأن بعدما رأيت الأمم الأجنبية تجند الشباب العربي المسلم لتحقيق أجندتها ومصالحها القومية وتديرهم بالريموت كنترول من غرف العمليات البعيدة بينما الدمى المغرر بها تتحرك في الصحاري الغابرة وتسكن الكهوف وتتسلق الجبال وتقاتل بعضها بعض كل منهم لصالح جهة أجنبية ! وللأسف البعض منهم تلبسته خدعة الجهاد والشهادة في سبيل الله والبعض الآخر يقاتل من اجل المال وفي النهاية الخاسر الدم المسلم الذي يراق بشعور بارد فمهما كانت المبررات والأختلافات السياسية والمذهبية والمصالح الضيقة لا تساوي شيئًا امام ازهاق نفس مسلمه ومن ورائها تترمل إمرأة ويتيتم طفل ويتشتت مجتمع – اكتب – ولا تزال الأصبع العابثة تضغط على الزناد وتنتظر الأنتصار الذي لن يتحقق في اقتتال داخلي بين أخ وشقيقه انما المنتصر العدو الذي يراقب من الخارج ويحرك الدمى ويبيع السلاح ويستنزف الثروات .

*هوليود تصدر النبؤات الدينية.

لكل أمة تنبؤات واستشرافات للمستقبل حسب دينها ومعتقدها وبناء عليه تبني سياساتها واستراتيجياتها بينما بعض الكيانات العربية والأسلامية تكاد تفقد هويتها الثقافية وعمقها الديني وتعيش في دوامة الحيرة والشتات حتى اصبحت تابعة وربطت مصيرها في أمة من الأمم ولم يعد لها مسار يمثل دينها الأسلامي وتقود الأمة وتوجه البوصلة وترسم الأتجاه الصحيح ناهيك عن رميها السهام على الهدف ، لذلك أصبحت النبؤات الأسلامية في هذه المرحلة من التاريخ خارج سياق الواقع السياسي رغم تطابقها مع الواقع المعاصر ويمكن ان اذكر مثالا لا حصر ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان الضعف سيؤدي بنا الى ان : ” يوشك ان تتداعى عليكم الأمم كما يتداعى القوم على القصعة فأستغرب الصحابة متسائلين : أمن قلّة يارسول الله فأجابهم عليه السلام : بل كثر ولكنكم كغثاء السيل” وغيره كثير من التوجيهات النبوية المطمور ة تحت تراب الجهل والتجاهل واللاوعي وفي الوقت الذي تهمل به تلك التوجيهات التي توضح معالم الطريق في هذا الزمن المتأخر نجد ان هناك اهتمام في نبؤات الأمم الأخرى يتضح للمتأمل انهم يلتزم بها ساستهم ويصرح بها خبرائهم كتقارير المفكر الأمريكي “كسنجر” وغيره من مفكري الشرق والغرب بل ان هناك افلام هوليودية ومسلسلات كرتونية وألعاب اكترونية تعبر عن نبؤات ومعتقدات دينية يسيرون عليها كالقضبان يحدد مسار القطار وعلى العكس من ذلك نشاهد وخاصة في شهر رمضان مسلسلات عربية تسعى للطعن في الدين وتشوية صورة المسلمين وشتان ما بين المشهدين .

*اللعبة الإعلامية تخدع مشاهديها.

الإعلام العربي شريك في تدني الرؤية وضياع الهوية فهو ينقل الأخبار ولا يضع النقاط على الحروف ولا يقرأ الأحداث ويكشف خباياها واوضح فضيحة إعلامية هي ما صاحبت الغزو الغربي للعراق وإكذوبة امتلاكه أسلحة دمار شامل ثم تحريض فئات مجتمعه على بعضها ثم نهب ثرواته حيث كانت اللعبة الإعلامية حاضرة ومؤثرة في محاولة تحسين صورة الغزاة وتجميل افعالهم القبيحة ثم بعدما رضينا على ماحصل بالعراق انفرطت حبات المسبحة في الشام والمغرب العربي وجنوب الجزيرة العربية وأصبحنا نرى مهندسي التخريب يجوبون خلال الديار ورأينا من يتودد لهم من بعض اصحاب القرار العربي ويحاول ان يكسب رضاهم ويصدق كذبتهم الفاضحة بأنهم رسل سلام .

*قانون التداول .

الأمم بأتحاداتها وتحالفاتها ما هي الا جياد رهان تتسابق وتتنافس على قيادة العالم والمحافظة على ريادتها والمواجهات العسكرية بدء من احتلال الأتحاد السوفيتي لأفغانستان ثم انتصار امريكا بالمجاهدين المسلمين والانقلاب عليهم ثم احتلال العراق وبعدها دخول روسيا للشام وما يحدث في فلسطين كل ذلك تبادل مراكز تلك الخيول تتقدم وتتقهقر في الميدان حتى جاءت المواجهة الخطيرة حرب اوكرانيا التي اشتدت وحمى وطيسها وكأنها المنعطف الأخير وبينما المنافسة تحتدم بين دول انهكتها كورونا والركود الأقتصادي هناك جواد عربي يصهل خارج التوقعات ينطلق في اللحظة والمسافة المناسبتين كصاروخ منفجر غضبا ويتجاوز الخيول التي تلهث وقد استنزفها طول المسافة ويحقق جائزة السباق – بأذن الله وحوله وقوته – فكن انت اخي الشاب المسلم جزء من طاقة ذلك الحصان الذي سيقلب الطاولة في الأمتار الأخيرة فحافظ على طاقتك لخدمة وطنك وأمتك .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s