في سؤال من شاب عربي طرحه في احد منصّات النشر الالكتروني وطلب مني اقتراح فعاليات نضال سلمي غير التجمهر فجاءت أجابتي على هذا النحو : أنجع الفعاليات هي اللجوء الى الله والتضرع والدعاء بأن يصلح الله البلاد والعباد.
وان يبدأ الشخص بأصلاح نفسه ويسعى لأن يكون منتج في وطنه إيجابي في مجتمعه قريب من ربه ، قال تعالى : “ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بي أنفسهم“.
واجد في هذا السؤال وجوابه مدخلاً للحديث عن طموح الشاب العربي ومحاولاته للخروج من واقعه المتراجع وبحثه عن الحلول بعد ان جرّب شتى الطرق التي شتت العالم العربي وزادت من طينه بلّه حتى اصبح المواطن العربي بين خيارات احلاهما أمرّ من الآخر بين سجن وقتل او تهجير ولجوء وكل هذه الكوارث جاءت تحت عناوين رنانة مثل الربيع العربي والمطالبه بالحريات والحقوق غذيت بالخفاء من أطراف خارجية ثم اتخذت ذريعة للتدخل علناً بشؤن الدول بحجة إنقاذ ما يمكن انقاذه والحقيقة إشعال ما يمكن إشعاله .
ولو سألت اليوم المواطن السوري او الليبي او اليمني عن حال بلدانهم ماقبل وبعد لأجابوا ياليتنا بقينا في صيف الأستقرار ولا ربيع التغيير .
نعم فالتغيير الأنفعالي الذي يؤدي الى التدمير هو تغيير للأسوأ واحتمالات الآية المذكورة اعلاه هي ان النتيجة تعتمد على الفعل قد يكون أيجابياً بأتجاه الأخضر نحو التنمية والأزدهار وقد يكون سلبياً بأتجاه الأحمر وإراقة الدماء والدمار ، والخيار بيد الفرد والأسلم هي العودة الى الله واللجوء اليه والإنابة له وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وقد أشارت احاديث نبوية كثيرة عما يجب فعله في هذه المرحلة من الزمان ومتغيراته وفتنه وكلها تؤكد على لزوم الجماعة وعدم الفرقة والتحذير من الخلافات التي تؤدي الى إزهاق الأرواح واستباحة الأعراض ونهب الأموال وتدمير الممتلكات وكذلك دلّت أحاديث أخرى على التقليل من شأن الدنيا وعدم تعظيم طموحاتها وانها وسيلة لمقام الآخرة وليست غاية بذاتها فقد جاء في الأثر “من اصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها “
وهذه المقومات الأساسية للحياة الرغيدة من المهام التي يجب ان تسعى لها الحكومات بمشاركة الشعوب للنهوض بالأوطان وصناعة الحضارة وتشييد العمارة وإقامة الشريعة بتمامها وكمالها فمن اصلح أمر دينه اصلح الله أمر دنياه .
واذا صلح الفرد قوي المجتمع وارتفع الوعي واصبح الأصلاح هو قاعدة والأفساد أستثناء وعمّ الرخاء واستطاعت الأمة ان تحافظ على ثرواتها وتحمي سيادتها .
قال الحق سبحانه : “ولو ان اهل القرى آمنو واتقو لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانو يكسبون “.