رقصة الحرب ورسالة السلام

 العرضة السعودية فن من فنون الفلكلور الشعبي المتجذر في أعماق الثقافة السعودية يُبرز بها السيف بطولته مستعرضاً حدّته وسرعته وإحكام قبضته.

وهي ممارسة رياضية تعبر عن الأنتصار والإنتشاء وفي نفس الوقت الإعتداد والاستعداد .

أصبحت العرضة تقليداً ملكيا تُحيا في الأعياد والمناسبات الوطنية ويؤديها عدد كبير من الرجال في آن واحد يتحدثون بلغتها ويتحاورون مع بعضهم دون ان ينطق أحدهم للآخر بكلمة الا بلغة الجسد  وترديد أناشيدها الحماسية ونظرات العز والإيباء ومبارزات السيوف الصقيلة لبعضها حتى كأنها تشعر وتتفاعل وتتعارك .

لها تقدير خاص لدى ملوك السعودية ورمزية ثقافية وتكاد تكون الفعالية النادرة التي ينزل بها الملك الى الميدان مع الجموع ويؤديها  بتلقائية لا متناهية يعبر من خلالها عن عشقه لتاريخ وطنه واعتزازه بثقافته وينهي مراسمها بإلتحافه الراية الخضراء ثم يطبع قُبلة الختام مبللة بالدموع أحيانا.

في كتابه مع عاهل الجزيرة العربيةأبدى الأديب عباس العقاد يرحمه الله اعجابه بالعرضة رقصة الحرب ووصفها بأنها رقصة مهيبة متّزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الشجاعة والإيمان وذكر انها من أحب الرياضات للملك عبدالعزيز يرحمه الله ويتفق احياناً ان يستمع جلالته الى أناشيدها ويرى الفرسان وهم يرقصونها فتهزّه الأريحية ويستعيد ذكرى الوقائع والغزوات فينهض من مجلسه ويزحزح عقاله ويتناول السيف وينزل الى الحلبة مع الفرسان فترتفع حماستهم حين ينظرون الى جلالته بينهم .

وهذه من مظاهر إلتحام القائد مع رجاله .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s