الزي عنوان اجتماعي وهوية ثقافية ومفتاح للشخصية تدخل من خلاله وتتعرف على التنوعات البشرية ومع مسيرتي في الحياة تتداخل في ذهني صور متناسخة من أزياء المجتمع السعودي سابقاً ولاحقا ، كنا نرى الطفل بثوبه والفتاة بفستانها والمرأة بخمارها وحتى في المدرج الرياضي الشباب بأشمغتهم ثم انتقل الى ما أراه اليوم من أزياء لا أطيق النظر اليها فكيف بنطق أسمائها مسخت هويتنا وشوّهت صورتنا ووضعتنا في مسار التبعية الثقافية .
ما أثار المقال هو صورة الدبلوماسية الأمريكية نيكول مانز وهي ترتدي الزي التراثي وتتسآئل : من يعرف هذا الزي ؟ وأجزم ان كثير من هذا الجيل لا يعرف قيمته ولا يهمّه اندثاره ولا يعنيه المحافظة عليه بينما نفضت في تساؤلها الغبار عن ثقافة عميقة تحوى قصص واشعار وأهازيج تصدح ب \”ياراعي الثوب الحمر لا تجرّه\” وتشعل شجون الحديث عن ثقافة طمرتها العولمة الا ان جمرها الحي يتوقد من تحت الرماد .