اشعر بشوق دفين كجمر من تحت الرماد يقطع اجزائي على نخيل الرافدين وتفاح الشام واقصى فلسطين وعنب اليمن وثرى الكنانة وسودان النيل وعلى امتداد شواطئ وصحاري المغرب العربي وأطوف بهم ما بين خليج الخير إلى البحر الأحمر، نصلي في مهبط الوحي مكة و نزور مدينة رسول الله عليه السلام ثم أحضنهم ببيت العرب قلب الجزيرة العربية احتضاناً دافيء واغفو على جمال الحلم قرير العين.
لا أريد أن أصحو على واقعنا المرير الذي يطارد السراب في اتجاهات ظامئة.
العالم العربي هو الحصن الإسلامي الذي تحاول أن تهده تيارات سياسية بآلات مسلحة تطرق أبوابه حتى أقضي مضاجع الرضع قبل الكبار وتنبه الجميع على خطر محدق وكما يصحو النائم وهو لم يستوعب ما يحدث حوله فكيف بقدرته على التصرف فالبعض لا يزال يفرك عينيه وكأنه لا يصدق وهو يرى أخوه العربي ينحاز الى قوميات تتصارع عليه بخدعة الدين ، تلبس قناع الإسلام وتخفي وراءه وجهها الحقيقي ذو الملامح الاعجمية التي تتقاسمه هويات اسطنبول و“قم” و تتجاذبه إليها مذهبياً وحزبياً وعرباننا يتراكضون صراخاً بين هذه وتلك وعلى قول المثل :
عودوا إلى رشدكم أيها الواهمون بالعز والنصر قبل أن تنهار منظومة دولكم الوطنية ونظموا من خلال مؤسساتها صفوفكم وعالجوا أمراضها ولا تزيدوا جراحاتها وتساعدوا غيركم على اختراقها ثم احتلالها.
تساءلت لماذا ؟ قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ويل للعرب من شر قد اقترب ولم يلفظ عموم المسلمين .
وأجبت : بمقوله عمر “نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله“
فهم مادته وهم جنده وقادته وهذا ليس تعنصرناً قوميا بقدر ما هو احتجاجا على غياب الدور العربي من المعادلة الإقليمية و محاولة لإعادة تلوين الصورة العربية الباهتة بألوان الإسلام الزاهية التي اضفى عليها رسول الله في رسالته وحولتها من صحراء قاحله إلى حضارة مثمرة .
كيف بقوم نزل القرآن بلغتهم وتشرفوا برعاية البذرة الدينية التي جذعها ثابت وفرعها في السماء ولا يمسكون بزمام المبادرة و إنما يبحثون عنها عند أردوغان أو خامئني أو غيرهما فكل أولئك لن يحققوا طموحات المسلمين العرب ولكنهم يحاولون أن يمتطوهم لتحقيق طموحاتهم في بناء إمبراطوريات قومية على الجغرافيا العربية.