انفتح باب الإنشاد فأغلق باب الغناء.
خلال العقدين الأخيرين حدث تحول في المزاج الفني في السعودية والخليج العربي من سماع الأغاني الى طرب الأناشيد او ما تسمى عامياً بالشيلات حتى تصدر المنشدين المشهد الفني وخفت الى حد ما ضوء المطربين مما حدا مثلاً بالمطرب البحريني خالد الشيح الى اعتزال الغناء مبرراً بذلك في لقاء صحافي انه شعر بالإحباط من الوسط الفني لأنه يبذل جهد كبيراً في تجهيز الأغنية وحين يطرحها في السوق تسقط مع اول شيلة عاصفة ، لذلك تقدمت الشيلة وتجاوزت الأغنية بحضورها الذي يناسب طبقات المجتمع المتفاوتة .
وكان هناك فعلاً تشابه في خامة الصوتين وكان البعض يعتقد اول ما سمع فهد مطر انه خالد عبدالرحمن تحول من الغناء الى الإنشاد إلى ان برز فهد وأصبح من اشهر المنشدين المحافظين على رصانة الإنشاد بدون إيقاع موسيقي .
لم تتوقف الزخات الهادئة في ري حديقة الشعر حتى تفتحت ازهار القصائد وفاح عبقها على صوت المطر الذي استنبت الربيع واعطاها بعداً جمالياً على جمالها فأنشد لبندر بن سرور ومحمد الخس وسعد بن جدلان وعيد بن مربح وبدر بن عبدالمحسن حتى وصل الإبداع منتهاه وقمته وعانق صوته سحاب شعر خالد الفيصل وشكل ثنائية جديدة معه بتجديده اغاني محمدعبده فأنشد أشهرها مثل من بادي الوقت وليالي نجد وفي سحابة وسايق الخير ويا سحايب ثم تفوق وتألق في انشاد العرضات السعودية للفيصل فأجادها ووضع له بصمة في الأناشيد الوطنية .
أجمل ما اختم به عن هذه التجربة او الظاهرة الجمالية التي كان لها الأثر الكبير في التحول العام من الغناء الى الأنشاد اذكر مسك إبداعاته مع خالدالمريخي المعتزل من كتابة الشعر الغنائي وهي قصيدة او ابتهال ( عجل برفع الوباء وافتح لنا بيتك) التي جاءت على أثر قصة ستذكرها الأجيال حينما اغلقت المساجد احترازاً من انتشار وباء كورونا فكان صوت فهد مطر موثق ادبي لهذا الحدث النادر .