عشق الرمال

 وللناس فيما يعشقون مذاهب.
تل الرمل عندي أمتع نظراً وأبهج شعوراً من شاطئ البحر حتى ان البحر يآخذ بعداً جمالياً حينما يكون شاطئه رملي .
وما يزيد النفود جمالاً وسحرا هو القمر فمن لم يشاهد تموجات الرمال تحت ضوء القمر  فأنه لم يرى أجمل منظر تزهو به الطبيعة.
عشت صغيراً في كنف الرمال تصحو عيني كل يوم على مشاهدة الكثبان الرملية وحينما تطؤها اقدامنا الصغيرة نشعر بنعومتها ونقاوتها فنرتمي في احضانها وننسى انفسنا ونحن نتدحرج او ندفن اجزاء من اجسادنا في اعماقها او نتساقط من علوّها بسرعة الريح او نبني منها بيوتا وحصوناً بعد المطر .
كبرنا وكبر حبها معنا انا وأقراني ، نكتشف انفسنا من خلال آثار مشي اقدامنا فنضحك من خطى احدنا ونندهش من خطوات اخرى لها ملامح وتعابير .
ولا زلنا نكبر  واصبحت الرمال سبورة أحلامنا نخطط مستقبلنا ونعبر عن دواخلنا برسومات رومانسية  تكاد تنطق بما تكنه افئدتنا او اننا نحاول ان نستودع الرمال اسرارنا وأمنياتنا.
وفي المساءات المقمرة نتسامر على سفوحها ونغفو بين فترة واخرى ونحن نتأمل النجوم منقوشة على قبة السماء الكرتوازية وقد يأخذنا السمر الى انبلاج الفجر الأزرق.
آه ، ذهبت ايامنا وتفرقت خطواتنا ولا زال الحنين يعيدني اليها ابحث عن نفسي واشعر بروحي وأجد ذلك كلما زرت مزرعتنا التي تغفو في حضن النفود وأجلس وقت الأصيل في اعلى تلالها في اطلاله بانورامية على واحة النخيل وعلى سماع صوت الأبل وهي قادمة من مرعاها وبعد الغروب ارسم على جبينها آثار الصلاة واطبع على خدها الناعم سجدة ترفعني للسماء .
هكذا عشقت الرمال وما أجمله من حب ممتد من الثرى الى الثريا .

أضف تعليق