حجاب ، ثنائية الشعر والأداء

بدأ المبدع  حجاب حياته شاعراً يحاول ان يوصل رسالته الشعرية من خلال صوته فنجح في توليف اسلوباً فنياً امتزج في الأداء مع الكلمة واللحن وان كان الصوت هو الأبرزولم يعرف عنه انه تغنى بشعر غيره وانما كان يكتب قصصه شعراً ثم ينشدها على طواريقه.
لقد تجاوز حجاب بابداعه الموانع الأجتماعية في المجتمع القبلي آنذاك ووجد لنفسه مبرراً مقبولاً وهو تقديم شعره  لأن يغني وينشد  فأشرقت موهبته رغم الظروف، والشاعر في الثقافة العربية يجوز له ما لا يجوز لغيره وفي نظري ان الابداع والموهبة الاصيلة  ستمضي في طريقها مهما واجهت من العقبات حتى تحقق غاياتها ، انها مثل الماء الذي يسيل في الارض وقد يجرفها لكي يرسم مجراه
وهكذا استطاع ان يقدم ادبه ويستعرض تجربته خلال اكثر من ربع قرن من الزمان ويثري الذاكرة السمعية بمقطوعاته ويؤسس مدرسته الخاصة
بقى حجاب مخلصاً لموهبته اكثر في بداياته حتى اشبع رغبته الفنية وحقق طموحاته الشعرية ثم حاول ان يشوح عنها قليلا وينشغل بغيرها فأحترف التجارة وحقق نجاحات اكبر مما حققه في مسيرته الابداعية وظهر اكثر في مرحلة التجارة والثراء وجهه الاجتماعي وأصبح محاطاً بمؤثرات تشبه الغيوم التي تحجب موهبته ولكن في آخر حياته رحمه الله وغفر له غلبت عليه نزعة الموهبة الصادقة المستقره في اعماقة وظهرت قبل غروبها بصورة واعظة مؤثرة
وانشدها بلحن يحمل بصمة مسيرته الابداعية المتميزة قائلا:
ضعوني على جنبي الأ يمني
اذا رفض الجسم ان ينثني
بقبر عميق قضيف نضيف
قصير جديد ولم يُسكني
وخطوا على القبر عبدالغفور
وان كنت بالأمس عبدالغني
……
 انه في تلك المقطوعة المبدعة شعراً وصوتاً اثبت وضوح رسالته السامية وعلو كعبها   وقدّم دليلاً قاطعاً لأخلاصه لموهبته الصادقة التي حباه الله انها مثل الجمر المتوقد تحت الرماد فمتى ما هبت عليها رياح الرغبة صقلت وتجلت

رحل حجاب ولم يبقى في مسامعنا عنه الا هذه الانشودة الاخيرة .
والعبرة دائماً في النهايات


نسأل الله ان يكون من أصحاب اليمين

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s