أوقاف عثمان بن عفان والراجحي


الوقف خلود في الفانية وأجر في الباقية

في مناسبة وطنية سابقة صرفت شركة جبل عمر لموظفيها راتبين تفاعلاً مع مبادرة الحكومة وقد كتبت حينها مقالاً بعنوان عثمان بن عفان يصرف راتبين لموظفيه وذلك بعدما تبين لي ان الخليفة الراشد من كبار مساهمي الشركة من خلال اوقافه المباركة .

وفي ذلك عبرة ووقفة عند الامتداد التاريخي لثروة الخليفة الراشد وإسهامها في دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى هذا الزمن ، ومشاركتها في التوظيف وإيجاد السكن والتماسها بجوانب حياتنا المعاصرة ما يؤكد ما جاء في الأثر « نعم المال الصالح في يد العبد الصالح » فخير ما يخلد الرجال أعمالهم ومشاريعهم الخيرية المستديمة التي يعم نفعها العباد والبلاد ، وكم من رجل أعمال فاقت ثروته ثروة الخليفة ولكنه ذهب وذهبت معه تجارته أدراج الرياح .  

سيدنا عثمان الذي ساومه التجار ذات فاقة  على شراء قافلة تجارية قدمت له وكلما أعطوه سعرا قال لهم هناك من أعطاني أكثر ، حتى ضاعفوا أرباحه وهو يرد كذلك ، ثم تساءلوا : ما نعلم في المدينة تجارا غيرنا فمن الذي يزيد السعر ؟ فرد عليهم : إنه الله الذي يعطي الحسنة بعشر أمثالها ، ثم تصدق بما تحمله القافلة على فقراء مدينته . 

والمواقف كثيرة ومؤثرة لهذا الصحابي الجليل القدوة في العطاء والبذل وشتان ما بينه وبين بعض رجال الأعمال الذين لا نعرف اسمائهم الا في الترتيب السنوي للاكثر ثراء التي تستعرضها المجلات المتخصصة .
استثني من ذلك رجل يشار له بالبنان في مبادراته الخيرية ولا يكاد يختلف عليه اثنين وهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار واعتقد ان كل من يقرأ السطور يعرف انني اعني رجل خير الأعمال / سليمان الراجحي  الذي له في كل نشاط خبر  وفي كل مدينة أثر ولست هنا بصدد استعراض مآثره ومناقبه التي تترجمها مشاريعه الخيرية المستدامة ولكني تذكرته حينما تطرقت للخليفة عثمان بن عفان فهذا الراجحي الذي سدّت ثروته الآفاق استفاد منها عامة المسلمين  بمقدار ما استفاد هو على الصعيد المادي الشخصي فهو شخص زاهد بعيداً عن حياة البذخ لا يملك الا ثوبه وما يصرفه على نفسه بالمعروف -كما عبّر- حيث أوقف ماله للمستحقين ووزع ثروته على اسرته وبقي مشرفاً على ذلك  لقد اصبح نموذج مثالي لما يجب ان يكون عليه التاجر في شعوره بالمسؤلية الأجتماعية ومشاركاته الفاعلة في مناحي الخير.
جدير بالذكر ما روى عنه انه دعى الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله على مأدبه غداء او عشاء واستجاب له وقبل الموعد بيوم تواصل مع المنسق وسأله عن عدد الضيوف الذين سيقدمون مع الأمير وابلغه بأن عددهم حوالي ٢٠ شخص وفي الغد اقام  للامير مأدبه تناسب عددهم دون ان يبالغ وحينما تفضل الضيوف قال للامير فيما معناه مقامك يستحق اكثر ونحن قادرون ولكن لا نحب الأسراف فأعجب الامير وقال:  لو كل من دعاني عمل مثلك لأستجبت لكل من يدعوني من افراد الشعب السعودي .

– اعتقد ان هذه الوليمة هي منهجه المعتدل في الحياة بل هي درس في العمل الخيري. 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s