م منذ اكثر من عشر سنوات والنفس القبلي يرتفع في المجتمعات الخليجية حتى اصبحت القبائل اشبه ما تكون بالأندية الرياضية واصبحت العوائل التي لم تكن تظهر انتماءها القبلي تمدناً تتفاخر في هذا الوقت بأنتمائها للقبيلة .
عوامل كثيرة ادت الى ثورة القبيلة في المجتمع الذي يفترض ان يكون مدنياً في ظل انظمة الدول الحديثة في الخليج القائمه منذ حوالي قرن من الزمن .
ومن اكثر هذه العوامل تأثيرا هي مسابقات الشعر وتصويت الفزعة ومنافسات مزاين الأبل في ظل سهولة وسرعة وسائل التواصل الاجتماعي التي تشعل الحمية القبلية بسرعة اشتعال النار في الهشيم .
فمشروع المجتمع المدني في الخليج هو محض خيال او مثالية زائفة فالمجتمع على مدى العقود الماضية الهادئة لم يعمل بشكل جاد في بناء مؤسساته المدنية التي تعزز مقومات المواطنة وتكافؤ الفرص بل وجدنا اختلافاً في توثيق انتمائاتهم في السجلات الرسمية بين ما هو قبلي وما هو عائلي ولا زال هذا التصنيف باقياً الى اليوم في اغلب الدول الخليجية حتى انك لتجد مواطناً من قبيلة يطابق اسمه مواطناً آخر من نفس القبيلة في دولة اخرى .
وبناء على هذا التصنيف في التوثيق ترتب عليه تباينات نسبية في الأستفادة من مميزات المؤسسات المدنية في الدولة فتجد المواطن القبلي لا يجد احيانا قبولا في مواقع مدنية خشية من انحيازة لتيار القبيلة على حساب المواطنة .
وهكذا تم تغذية الانتماء القبلي حتى تضخم بهذا الأجراء الذي يتهمه ضمناً بأن انتمائه لقبيلته أولى وأعمق من وطنيته بينما الآخر حتى وان كان \”اخية او ابن عمه نسباً\” ولكنه لم يوثق انتمائه القبلي في السجلات الرسمية تجده اكثر انسجاماً ومناسبة لشغل مواقع في المؤسسات المدنية ويجد فرصاً اوفر بصفة ان انتمائه وطني بإمتياز.